إبحار حزين......

بسم الله الرحمن الرحيم







كان صوتك حاداً .. قوياً … دافئاً .. طارت لك من صدري ألف عصفورة وعصفورة .

جمدت في مكاني ..صمت وأدركت أنك رجل قادر على أن يمنحني أمانه مهما كانت مناقصه ..

كانت همومي نافرة بأرض عراء .. جمعتها لي وتوحدت معك .. تحولت مفرداتي ..

تغير المسار .. سكنت الكوكب لعبت أمامي النجوم .. صفق القمر..

وأدرت بي سفينة الحيرة .. فتك بي دوار البحر وأشياء أخرى أنت تعرفها ومع كل ضوء

أمل تدور معنا الأفلاك ترقص الفنارات في العواصف .. ونرتد .. ننكسر ..

نتألم .. نتوجع .. ومع كل إطلالة رجاء .. ندخل مساكن الليل...

ونسقط وتنهار سقوف الدار على هامة الحلم .. وتستقر النهاية وشما على أبواب القلب ..

وبعد ؟ بعد كل هذا..... بربك لاتأتي لتمسح غضبك في تعبي .. مثلك أنا آسفة زوارقي

على العمر الذي مضى مثلك أنا مجاديفي تبكي في الميناء العتيق ..

يا سيدي... قل عني ما تشاء .. قاطع الأناشيد التي حفظتها بصدرك حين نشرتها عليك

ذات لقاء.... ولكن أجبني ..

أين يدك الحانية ؟

أين عطر حديثك ؟

أين شلال الكلمات من الإصرار والعزيمة ؟ !!

أين شفاهك التي اعتادت حلو اللفظ ؟؟ !!! أضعتها يوم ضعت منك .. أين عيونك

يوم باتت ترى رسوم الحقيقة زيفاً .. ؟ !

لا تهاجمني أرجوك … لو كنت تعرف قلبي لشقت آهتي صدرك قبل أن تطلع

من أضلعي لو كنت تخشى على دمعتي لحفر هطولها في روحك قبل أن تخط درباً

معتماً في أجفاني ..

أرحل بصمت .. أذهب بهدوء .. أقتلع وجودك بالأخرى .. الأخرى .. ولا تقل أنها

ستكون مقعداً بالياً .. ترميه في عشنا الذي شيدناه .. بأحلامنا .. بكلماتنا .. بأحاديثنا ..

بأمانينا .. لا تقل أنها لوحة فاخرة ما أراداها الرسام ولا طربت معها ريشة المبدع .. لا تقل

لا ـ.. كـ .. ذ.. ب .

ستكون هي أميرتك .. وأكون أنا خطيئتك .. ستكون هي سيدة قلبك وأكون خنجرا


غار في جذور أوردتك ستكون هي العافية وأنا البلاء .. هي البرء .. وأنا الجرح هي التحليق

وأنا الأجنحة المكسرة... هي أنثاك وأنا خطوط قديمة تزعج مرآك ..

سيدي .. أنا انتهي منك .. إذ أنت انتهيت مني إنما حديث مسكون بالأسرار يخرج إلى

البوح الذي خفته صوت من آخر روحي يبرئني من قولك عني أني قول بلا فعل .

أنثى كذوب .. أبيع الأشواق .. أدخل مزادات التعب واشتري الراحة وامنحك الوجع .

أني من ذبحت رجولتك .. صادرت كبرياءك .. أني الخطيئة .. يا سيدي ..كان حديثي الصدق

لكن أنثى غيري دارت في افلاكك فنهبت صدقي من عيونك .. انتزعت وفائي ..

اغتصبت مكاني حلت في سمائك وطردت غيومي...

أما اليوم .. هذا كلام أخير ضعه في ذاكرة أيامك .. إن كنت موجوع من سنوات الانتظار

فأنا خسرت كل الزمن الآيب بالفرح وسيأتي فارس أظنه ورقاً .. ولكن ذات تناس ..

سأراه مبهراً كأنثاك .. وعذراً على كل سهم سدد إلى كبريائك وسيحفظ تاريخ عمري

كل آهة شاردة أنطلقت منك ..

وأترك لي في خلجان حزني سفن الذكرى الجميلة التي صغتها معي .. لا تغرقها ..

وأرحل على موجة التنكر .. وخذ معك الأشرعة والبحارة والبوصلة .. و المرساة إن

أردت وأسحب غيومك .. وهاجر ..

سيكون لي ذات يوم إبحار مثلك ..






تحياتي للجميع,,,,