أصبحت بلدية حاسي فدول بموقعها الذي يتوسط ثلاث ولايات: الجلفة، تيارت وتيسمسيلت وكذا الطريق الوطني رقم 40، من أكبر أسواق وسط البلاد في بيع مختلف أنواع السيارات كل يوم اثنين، وسوقا لمختلف الأنشطة التجارية يقام ثلاثة أيام متتالية من يوم السبت إلى الاثنين، مكنها من الخروج من عزلتها.
ما إن ترسل الشمس بأول أشعتها على البلدية، حتى تبدأ قوافل السيارات القادمة من مختلف ولايات الوطن تأخذ مكانها بالساحة المعدة لها على اختلاف الأنواع والأحجام من آخر صيحة في عالم السيارات إلى قديم منها، وكذا مختلف أنواع الشاحنات والحافلات.
وما إن ترتفع الشمس، حتى ترى حشود البشر على اختلاف أذواقهم واختصاصاتهم وحاجاتهم من فضوليين، إلى مصلّحي السيارات ومختصين في أنواع المحركات، إلى من اكتسبوا الخبرة في عالم السيارات من كثرة تعاملهم مع السوق، وهؤلاء كثيرا ما يعتمد عليهم في أي نوع من أنواع السيارات. وهناك في الساحة المقابلة تعرض مختلف السلع المجلوبة من وراء البحر من قبل الترابنديست. والكل داخل السوق في حركة دائمة بين ذهاب ورواح. وهناك أكوام من قطع الغيار القديمة منها والجديدة تجذب الزبائن. إلا أن بين هذه الحشود ترى فئة معروفة بخفة اليد السحرية تتربص بأصحاب الجيوب المملوءة، حيث تسمع من حين لآخر ''لقد سرقت؟''.. أما فئة صغار الإداريين فتكتفي بإلقاء نظرة عابرة على جناح السيارات الفاخرة، وتنتقل للظفر بشيء يسعد العائلة من معروض الشيفون. وهناك وغير بعيد نجد فئة البزنسة التي تفضل زيارة بائعي معاطف الكشمير، والألبسة الجلدية وغيرها من الألبسة الفاخرة، والذين تستهويهم السيارات الفاخرة من نوع مرسيدس، الأودي، وال.بي.أم، والكليو. في حين تبقى سيارة الـ 505 و404 نوع بيجو من أكثر السيارات المحبوبة والمقصودة من قبل المشترين، حسب المختصين في هذا الميدان والعارفين بعالم السيارات التي يكثر الطلب عليها، وهم السماسرة الذين احترفوا مهنة بيع نوع هذه السيارات. ويبقى تخوف الزبون قائما، الأمر الذي أدى بالكثير إلى شراء السيارات الجديدة والتي لم تقطع مسافة كبيرة خوفا من بعض الخلل الذي يتم كشفه بعد زمن قصير. لكن القليلين هم الذين يتعاملون مع جديد السيارات، الأمر الذي يجعل الكثير يصطحب معه من له دراية بمحركات أنواع السيارات، خاصة أمام السيارات المزورة، وهي السيارات المسروقة أو التي لا توجد وثائق لها، يعاد ضرب لوحات رقمها التسلسلي. فالمختصون في ميدان بيع السيارات قد أصبحوا يتحكمون في أسعارها، ويستعملون في حديثهم مصطلحات خاصة بهم إذا ما رأوا زبونا جديدا، ليتمكنوا من جذبه ليشتري سيارة يكتشف خللها بعد أسابيع قليلة. الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن قطعة الغيار التي يجدها ولا شك لكن بثمن خيالي، رغم وجود نسبة عالية جدا من محلات بيع قطع الغيار في كل بلديات الوطن. وهكذا تبقى سوق السيارات بحاسي فدول من الأسواق التي تجلب آلاف الزوار من كل الولايات، لتخلق حركة تجارية هامة في الجهة وليس يوم الاثنين فقط وإنما أيام السبت والأحد والاثنين، حيث يتوافد مئات التجار لبيع مختلف السلع بالجملة والتجزئة.
[b]