إذا سلمنا إننا نعيش حالة من الملل الكروي تتمثل في سيطرة فريق بعينه –الأهلي- على جميع البطولات المحلية في السنوات الأخيرة وسط خضوع جميع الفرق لهذه السيطرة .. سنجد أن الزمالك هو الاستثناء الوحيد الذي يدفعنا للخروج من هذا الشعور بل وتحدي الملل -على طريقة الحملة الإعلانية الشهيرة بإحدى القنوات الفضائية.
قد تكون الفكرة غير مقبولة لاسيما وأن الزمالك صار منبع الملل لجمهوره وعشاقه بفضل نتائجه وفصوله المخيبة التي ينصبها الفريق بذكاء شديد ليصرف كل محبيه عن تشجيعه مهددا واحدة من اعرق القواعد الجماهيرية في المنطقة العربية بالتراجع والاختفاء.
ولكننا إذا تأملنا حال الدور الأول من الدوري سنجد أن الزمالك كان مصدر الفرحة لجمهور معظم الفرق التي واجهته بل أن أبناء ميت عقبة نجحوا في كسر حالة الملل التي تتمثل في سيطرة الأهلي على صدارة البطولة لصالح بعض الفرق الأخرى حتى وإن كان ذلك بشكل مؤقت.
بداية من المباراة الافتتاحية للزمالك في الدوري أمام الاسماعيلي .. نجح لاعبو الزمالك في كسر حالة الملل التي تمثلت في عدم تحقيق الدورايش لأي فوز على الزمالك منذ سنوات، بل أن خسارة الزمالك أمام الاسماعلي أضافت جو من الإثارة –الوهمية- وأعطت الدروايش صدارة الدوري في الأسابيع الثلاثة الأولى خاصة في ظل فقدان المارد الأحمر نقطتين أمام المصري في أولى مبارياته في المسابقة هذا الموسم.
كما استطاع لاعبو الزمالك أن يكونوا مصدر لفرحة غريمهم التقليدي في مباراة القمة التي شهدها الدور الأول خاصة في ظل دخول الأهلي المباراة وهو مهيأ نفسيا للخسارة بسبب الإجهاد .. ولكن الزمالك وكالعادة لم يستغل الفرصة وأهدى الفوز لأبناء القلعة الحمراء في مباراة خسرها الزمالك ولم يكسبها الأهلي.
ومع انتصاف الدور الأول عاد الزمالك ليتحدى الملل من جديد عندما أهدى طارق السيد فريق طلائع الجيش فوز ثمين ساعد الفريق العسكري على الاحتفاظ بصدارة المسابقة .. حتى أن الزمالك رفض أن ينهي مبارياته في الدور الأول دون إضافة المزيد من الإثارة ومنح فوز غالي لبتروجيت ليستعيد الفريق البترولي الثقة المفقودة وبالطبع على حساب الزمالك.
كما امتدت حملة الزمالك لتحدى الملل على الصعيدين الإفريقي والعربي.. حيث ساعد أبناء القلعة البيضاء في ظهور قوى جديدة أضافت المزيد من المنافسة والإثارة على بطولتي دوري أبطال إفريقيا والعرب تمثلت في فريقي الهلال السوداني والفيصلي الأردني اللذين منحهم الزمالك بطاقات العبور لأدوار صعدا لها الفريقين للمرة الأولى في تاريخهم في البطولتين.
ولكن وبعد أن صار الزمالك هو الوحيد الذي يتحدى الملل في حياتنا الكروية ولصالح الأندية الأخرى! .. هل تجد جماهير الزمالك من يخرجها من هذه الحالة المملة التي صار عليها الفريق والتي تزداد انحدرا من يوم لأخر.
أتمنى أن يعرف بطل الحملة الشهيرة لتحدي الملل الطريق إلى ميت عقبة ليطيح بالمسئولين اللذين ساهموا في وصول النادي إلى هذه الحالة المتدنية ولينهي حالة الملل التي تسيطر على جمهور القلعة البيضاء!