نسبة 50% أو يزيد من شباب مصر أصبح يغني هذه الأغنية بهذه الطريقة – مصر هي أمه – بعدما كان يغنيها مصر هي أمي ! والسبب أنه لم يعد يشعر بأنها أمه أو بلده ولا حتى خالته .
شباب مصر الذي لا يذكر إسم مصر إلا في ملاعب – كرة القدم – عندما يلعب المنتخب في بطولة خارجية ورأيته بعيني وهو يستغرب نفسه في حفلة – منير الأخيرة – وهويغني – يا عروسة النيل تعيشي يا مصرنا – شعرت أن شباب مصر لا يستطيع ان يقولها .. لا يستطيع أن يقول تعيشي يا مصرنا ! ولكنه ويا للعجب يذوب عشقا في تراب هذا الوطن .
بعيدا عن ما نراه من أكاذيب يوميا .. وما نسمعه من كلام فاضي في حب مصر وفي حب المصلحة العامة وفي حب – محدودي الدخل – والكلام الفاضي الذي نعرفه جميعا ونعرف تماما أنه مجرد كلام على ورق دعونا نتكلم في الموضوع بوضوح ونستغل كأس الأمم القادمة في عمل شئ أهم كثيرا من الفوز ببطولة .
بعد كأس الأمم الأخيرة في مصر 2006 وبعد حالة التوحد التي كانت موجودة بين أطياف الشعب المصري قلنا وطالبنا بأن نستغل الموقف وأن نستغل حالة الإلتفاف حول مصر بهذا الشكل الغير مسبوق والذي أكد للجميع أن شباب مصر يعشق تراب هذا الوطن .. ولكن هناك من لا يريد له أن يعشق هذا الوطن أو حتى يدافع عنه .
إذا كانت كرة القدم هي من يجعلنا نلتف حول علم بلدنا ونهتف بإسمها فأهلا وسهلا بكرة القدم .. ولكن وقبل أن نبدأ المساندة لمنتخبنا ولبلدنا .. دعونا نعترف أمام أنفسنا بأننا في موقف لا يمكن السكوت عليه .
أيها السادة .. لمدة 20 سنة أو يزيد تعاملتم مع شباب مصر على أنه – شباب ضائع – وأضعتم أنتم على بلدنا وعلى أنفسنا وعليكم أنتم شخصيا فرصة خلق جيل يعشق تراب هذا الوطن ويدفع من أجله بالغالي والنفيس في كل مجال – طب علوم إعلام رياضة – كل المجالات .. لأكثر من 20 سنة زرعتم – كره وحقد – داخل شباب مصر لكل ما هو – حكومي - سامحوني على الصراحة الشديدة ولكنها صراحة من يخاف على وطنه ويعترف بوجود قصور رهيب فيه .
لأكثر من 20 سنة .. جعلتم شباب مصر ينسى وطنه ولا يتذكره إلا من خلال – نانسي عجرم – ومباراة في كرة القدم وأغنية لشيرين .. وشوية أغاني تتحدث عن المستقبل وأنك أكيد في مصر في حين أن لا الشباب يشعر أنه في مصر ولا يشاهد مستقبل ولا يسمع غالبا إلا كذب سواء في الكرة أو في غيرها ... ودعونا نتكلم في الكرة .. فلان الفلاني نجم النجوم والعقل المدبر وهو من صنع وأعطى وفعل الأفاعيل .. وفجأة .. فلان الفلاني – حرامي ومرتشي وهو من لا ينفذ السياسات العامة للبلد – هذا ما يقال على نفس الشخص في نفس المكان في نفس الوطن !
مصر سواء منتخب أو بلد .. تحتاج الى هذا الشباب .. وتحتاج أن نكون صرحاء مع أنفسنا وأن نعترف أن لدينا – كارثة هوية وأنتماء – زرعناها بأنفسنا .. والحمد لله أن شباب مصر في داخله شئ قد يجهله هو شخصيا وهو حب رهيب لتراب هذا الوطن .. يحتاج فقط لكي يخرجه أن يشعر بأن – مصر هي أمي – وليست أمه هو ( وهو.. بالمناسبة في قاموس الشباب تعني كل من نهب وسرق مصر وقعد على تلها ) .
منتخب مصر سيلعب في كأس الأمم الأفريقية بإسم مصر .. وللجميع نرجو أن نستغل هذه الفرصة مرة أخرى .. نحن نختلف كثيرا مع حسن شحاته والكل يعرف موقفنا ونحن لسنا ممن يغير موقفه .. ولكننا في هذا التوقيت سنلتزم تماما بمساندة المنتخب وحسن شحاتة – من القلب – لأنه الأن قائد منتخب مصر وسنقف بجواره بكل ما أوتينا من قوة .. لأن الأختلاف في وجهات النظر شئ طبيعي وعادي ..
فنحن سنهتف من قلبنا بإسم مصر وبإسم حسن شحاتة ليس نفاقا ولكن لأننا في موقف صعب يستلزم منا أن نتحد وراء هدف واحد كما فعلنا من قبل ولأن هذا المنتخب يوحد الشعب بطريقة يعجز عنها أي سياسي أو رئيس أو ملك .
فقط أعطونا الفرصة أن نهتف – مصر هي أمي – في الكورة وفي كل شئ أخر وبلاش – تكذبوا – علينا لأنه لم يعد يفيد الكذب ... يارب المسئولين يفهموا أحنا نقصد أيه ويخلوا مصر – هي أمي وأمه – بس ما تبقاش أمه هو لوحده !